زراعة مصدات الرياح
تعد عملية زراعة الأشجار بمثابة مصدات للرياح هي اللبنة الأولى والأساسية عند قيامك بإنشاء بستان جديد أو عند قيامك بإنشاء مزرعة للإنتاج الحيواني، وهذا يكون بغرض حماية الإنتاج والمحصول الزراعي وأيضا الحيوانات من تأثيرات الرياح الضارة، والنتائج السلبية التي تترتب عليها.
يتم زراعة الأشجار كمصدات للرياح خصوصا حول المدن الجديدة من أجل الحماية من تأثير الرياح السلبية، حيث يطلق عليها الأحزمة الواقية، كما أنه يتم وضعها أيضا على جوانب الطرق الصحراوية كمصدات قوية للرياح، وهذا من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين وتجنب وقوع الحوادث على الطريق،كما إنه يوجد نوعين من مصدات الرياح:
- نوع طبيعي: والذي يتمثل في الأشجار
- نوع صناعي: ويكون عبارة عن حصائر يتم إستخدامها مصنوعة من عيدان الحطب أو البوص أو سعف النخيل ويطلق عليه أيضا أسم الأكواب، وحديثا يتم إستخدام أنواع من الشبك بلاستيكية الصنع والتي يتم صنعها وفقا لمقاييس محددة ومعينة.
وفي النهاية يوجد لكل نوع من هذه الأنواع ظروف معينة للإستخدام وأيضا مواصفات خاصة، فنحن نلجأ إلى زراعة الأشجار مصدات الرياح وهذا خصوصا في المزارع الموجودة بالمناطق الصحراوية، للحفاظ عليها، حيث تحمل الرياح آثار سلبية تضر بالمحصول الزراعي والأرض وأيضا المشاريع المحيطة بها والتي تعمل على خدمتها، فمن الآثار السلبية لهذه الرياح هي مشكلة تعرية التربة والتي تكون عبارة عن إزالة الطبقة الخصبة لزراعة المحاصيل المختلفة والتي تؤثر على جودتها فيما بعد، أيضا عدم ثبات جذور النباتات بالأرض وتقطيعها.
وبالتالي تؤثر الرياح بشكل مباشر على نجاح وجودة المحصول من عدمه، وهذا يؤدي إلي خسائر كبيرة وتكاليف مادية ومستلزمات لإعادة الزراعة من جديد مرة أخرى.
ليس هذا فقط فالرياح تؤثر أيضا كمية إستهلاك المياه المستخدمة في الري، وهذا يؤثر سلبا ايضا على ترشيد استهلاك المياه وخصوصا خلال هذه الفترة والتي نعمل جاهدين من أجل الحفاظ على ترشيد إستهلاك المياه و الري بالطرق الحديثة حفاظا عليها، فالرياح تزيد من معدلات النتح الضارة للمحاصيل الزراعية، وهذا يؤدي إلى استهلاك كميات أكبر من المياه من أجل الزراعة بالإضافة إلي إنها تؤثر أيضا على جودة المحصول المزروع.
كما إنه تتسبب هذه الرياح في الضرر بالمحصول وخصوصا أثناء فترة التلقيح، وتعزز نقل حبيبات الرمال إلى داخل المزارع والبساتين مما يتسبب في حدوث جروح في أجزاء النباتات وجذورها، وبالتالي ظهور الأمراض، نتيجة إلي إنسداد الثغور وحدوث خلل بالتبادل الغازي والخفض من كفاءة العمليات الفسيولوجية، وجميع هذه العوامل تؤثر سلبا على جودة إنتاجية المحصول الزراعي، ولهذا تعد مصدات الرياح بمثابة إعطاء فرصة جديدة لحياة جديدة للمحصول والمزارع والبساتين الزراعية.
مواصفات أشجار مصدات الرياح
يوجد الكثير من المواصفات الهامة والتي يجب أن تتوافر بالأشجار التي سوف يتم إستخدامها كمصدات للرياح مثل:
- يجب أن تكون هذه الأشجار سريعة النمو، وهذا من أجل أن تصبح حصن قوي ومنيع خلال فترة زمنية قصيرة.
- أيضا يجب أن يكون من مواصفات الشجر أن يكون مجموعها الجذري عميق.
- يجب أن تكون من النوع مستديم الخضرة والنمو.
- لا تصاب بالأمراض والحشرات
- تتحمل الظروف المناخية المتطرفة مثل الملوحة والعطش.
شكل وتخطيط مصدات الرياح داخل البساتين
من المفروض أن يتم التخطيط لزراعة مصدات الرياح بفترة لا تقل عن عامين وهذا قبل إنشاء المزرعة، وهذا لضمان ارتفاع هذه الأشجار إلي إرتفاع مناسب وكافي لحماية المحاصيل الزراعية من الرياح العنيفة
أمثلة لـ أشجار مصدات الرياح الشائعة فى مصر
يعد شجر الكازورينا من أهم وأشهر الأنواع المعروفة والتي يتم إستخدامها كمصدات قوية للرايح، فيوجد بها غالبية المواصفات المطلوبة والواجب توافرها في شجر المصدات الفعال والقوي، يليها بعد ذلك شجر السرو ثم شجرة الكافور وشجر السنط والعبل، حيث إنه يفضل الكثير من المزارعين زراعة شجر النخيل البلح، حول المزرعة، لتكون على مسافات ضيقة، ومن هنا تكون كمصدات للرياح وأيضا ربح مادي هائل من وراء بيع البلح، ولكن يشترط أن يتم زراعة شجر الأكاسيا، على شكل خط أمامي من الناحية الخارجية وهذا من أجل سد الفراغات الموجودة بالأسفل، ومن هنا تكون قد قمت ببناء حاجز متكامل.
تخطيط زراعة مصدات الرياح حول البستان.
- يتم زراعة مصدات الرياح من الأشجار حول المزرعة أو البستان لتغطي بشكل كامل جميع الجهات مع مراعاة أماكن البوابات لدخول وخروج السيارات، مع مراعاة البعد عن الاعمدة الكهربائية بمسافة لا تقل عن 2 سم، فيتم تقسيم المزرعة من الداخل وهذا يكون طبقا للمحصول المراد زراعته.
- مراعاة المسافة ما بين الخطين خاصة بالمصدات أن يكون الحد الادني لها 150 متر والحد الأقصى لها 175 متر، فالشجرة المصد الواحدة من الضروري أن تغطي مسافة تتراوح ما بين 2:5 أضعاف ارتفاع أشجار المصد.
- كما أنه يراعي أن يتم زراعة الأشجار في هيئة صفين لتكون المسافة بين الشجرة والأخرى من 1.5: 2 متر، كما أنه يجب أن يراعي المسافة ما بين الصف الأمامي والخلفي أن يتراوح مابين 2:3 متر، ليتم زراعته علي شكل رجل الغراب.
- كما إنه يتم الزراعة للأشجار بداخل البستان على هيئة صف واحد فقط منها.
طريقة زراعة أشجار مصدات الرياح
- يتم عمل جور بمساحة 40*40 سم
- يتم تثبيت بهذه الجورة سماد بلدي يتميز بجودة التحلل بالإضافة إلى كبريت زراعى ثم يتم وضع القليل من الرمال أو استخدام التربة وبعدها الري مباشرة.
- بعد أن يتم تخمير السماد يتم نقل الشتلات بصلايا مع ضرورة قص الجذور الخارجية من الكيس ويتم زراعتها داخل الجور ويتم ريها أيضا مباشرة
- يراعي أن يتم ريها مدة تتراوح مابين3:5 أيام وهذا يتم تحديده بناء علي درجة الحرارة، كما انه من الممكن أيضا إضافة اليوريا للمياه المستخدمة في الري لنمو الشتلات بصورة أفضل.
- من المهم استبدال الموت في الشلال ضمانا لعدم ظهور فراغات بين المصدات والشتلات فيما بينها.
- عندما تقوم في البدء لزراعة أشجار البساتين وذلك بعد فترة من 2:3 سنوات من زراعة أشجار المصد، يجب أن تراعي جيدا ان يكون بداية أول خط على مسافة بحد أدني 3 متر من بعد أشجار المصد.
- ومع مرور الوقت وتقدم عمر أشجار مصدات الرياح فمن الضروري عمل خندق بعرض متر مع عمق متر أيضا تقع ما بين المصد وأول خط للأشجار وهذا من أجل حل مشكلة التشابك ما بين الجذور الخاصة بالمصدات وجذور المحاصيل الزراعية، ومن هنا تظهر مشكلة التنافس فيما بينهم على كل من الغذاء والماء.
هل يمكن زراعة البستان وعدم الانتظار حتى تنمو أشجار المصد بعد 2 – 3 سنة؟
من الممكن وهذا يكون عن طريق إنشاء مصدات صناعية تكون حول المزرعة، ويتم صناعتها من سعف النخيل الجاف، لتكون على شكل خيمة هرمية الشكل، حول كل شتلة، أو يكون عن طريق عمل سور من الجريد لتكون على شكل حصيرة حول المحصول، في المساحات الصغيرة من الممكن إستخدام أعواد الحطب الجاف، بينما إذا كانت مساحة المزرعة واسعة فمن الممكن إستخدام سور من الشبك البلاستيك والتي يتم تثبيته على أعمدة حديدية.